جمــ الصباااح ــال

أصوات خافتة تعلو الأفق الجميل... لا تلبث إلا أن تتعالى في سماء ليس لها مثيل... إيذانا ببزوغ فجر طهر أفقه صوت منادٍ حي على الفلاح فتغسل القلوب وتضفي عليها الصفاء والنقاء , فتعود حاملة الثقة بان ربها يحرسها بعينه التي لا تنام .

قصة صباح تُحكى كل يوم  مع نسمات فجر ندية تحلق بالروح لأعلى مراتب السعادة , فقد طهرت يومها بالخضوع لخالقها واستفتحت خيراتها بالانقياد لبارئها فترسل الرياح لها رزقها وبركة يومها .

ورويدا رويدا يشع ضوء من الأفق طاردا خيوط الليل كاشفا الستار مرسلٌ لمعانه ليملئ الكون الرحيب فعلى لائحته تتلون الحياة بألوان جملتها للناظرين وبفرشاة مبدع مزجت ألوانها للمتفائلين ونقشت عليها أن الله مع الصابرين فترسم لهم دربهم مكلل بزهور الرضا وما كان بالأمس لن يكون  فترسل مع انسحاب الليل أحداث الأمس فتزيدهم يقين  على أنها لن تعود

فما تلبث تلك النفوس إلا أن تنصت لمن يزيد ثقتها فتعير سمعها لتسابيح الطيور معلنة أنها خاضعة لربها راضية بما قدر لها فتضفي على ابتسامة الصباح إشراقة وعلى الأجواء رونقا فتزيدها طهرا وصفاء فتلحظها تاركة خلفها أحزان الأمس لتعيش يومها الذي غزاها بسعادة .

وعلى عجل تداعب نسمات الرياح أغصان الأشجار فتنفض عن عين ورقاتها النوم لتشارك برقصاتها الشكر لربها

فترى الكون ومن فيه خاضع للواحد الديان قد زادهم من الثقة ما دعاهم بالثبات على ذلك فتسير دوما عليهم سنة الله بلا تبديل

وهكذا يحلوا الصباح                 

من تأليف قلمي : هند ال بشير