المملكة العربية السعودية- وزارة التربية والتعليم -الإدارة العامة للتربية والتعليم بجازان- الثانوية الأولى للبنات بصامطة


.๑. My SMS .๑
لاتنسي ذكر الله
أحب الكلمات إلى الرحمن لاإله إلاالله - سبحان الله -لاحول ولاقوة إلا بالله

الجمعة، 16 مارس 2012

مناظرة بين الهواء والماء لأحد الأدباء



قال (الهواء): الحمدلله الذى رفع فلك الهواء، على عنصر التراب والماء (أما بعد) فأنا الهواء الذى أولف بين السحاب وأنقل نسيم الأحباب، وأهب تارة بالرحمة وأخرى بالعذاب، وأنا الذى سير بي الفلك في البحر كما تسير العيس في البطاح، وطاربى في الجو كل ذى جناح، وأنا الذى يضطرب منى الماء اضطراب الأنابيب في القنا، إذا صفوت صفا العالم، وكان له نضرة وزهوا، وإذا تكدرت انكدرت النجوم وتكدر الجو، لا أتلون مثل الماء المتلون بلون الإناء، لولاى ما عاش كل ذى نفس، ولولاى ما طاب الجو من بخار الأرض الخارج منها بعد ما احتبس، ولولاى ما تكلم آدمى ولا صوت حيوان، ولا غرد طائر على غصن بان، ولولاى ما سمع كتاب ولا حديث، ولا عرف طيب المسموع والمشموم من الخبيث، فكيف يفاخرني الماء الذى إذا طال مكثه، ظهر خبثه، وعلت فوقه الجيف وانحطت عنده اللآلى في الصدف.

فقال (الماء): الحمدلله الذى خلق كل حى (أما بعد) فأنا أول مخلوق ولافخر، وأنا لذه الدنيا والآخرة ويوم الحشر، وأنا الجوهر الشفاف، المشبه بالسيف إذا سل من الغلاف، وقد خلق الله في جميع الجواهر حتى اللآلى والأصداف، أحيي الأرض بعد مماتها، وأخرج منها للعالم جميع أقواتها، وأكسو عرائس الرياض أنواع الحلل، وأنثر عليها لآلى الوبل والطلل، حتى يضرب بها في الحسن المثل، كما قبل:

إن السماء إذا لم تبك مقلتها

لم تضحك الأرض عن شئ من الزهر

فكيف ينكر فضلى من دب أو درج؟ وأنا البحر الذى قيل عنه في الأمثال (حدث عن البحر ولا حرج) وأما أنت أيها الهواء: فطالما أهلكت أمما بسمومك وزمهريرك، ولا تقوم جنتك بسعيرك.

وأما قولك: لولاى ماعاش إنسان، ولا بقى على الأرض حيوان، فجوابه لو شاء الله تعالى لعاش العالم بلاهواء، كما عاش عالم الماء في الماء، وأنشدك الله أما رأيت ما حبانى الله به عظيم المنة، حيث جعلنى نهرا من أنهار الجنة، وأنا أرفع الأحداث، وأطهر الأخباث، وأجلو النظر، وأزيل الوضر، أما رأيت الناس إذا غبت عنهم يتضرعون إلى الله بالصوم والصلاة والصدقة والدعاء ويسألونه تعالى إرسالى من قبل السماء؟ واعلم أنى ما نلت هذا المقام الذى ارتفعت به على أبناء جنسى إلا بانحطاطى الذى عيرتنى به وتواضعى وهضم نفسى وقد كثر بينهما النزاع والجدال، حتى حكم بينهما أمير وقال:

إن كلا منكما محق فيما يدعيه، فما أشبهكما في السماء بالفرقدين، وفي الأرض بالعينين، إلا أن مرآة الحق أرتنى فضيلة تفضل بها أيها الماء أخاك الهواء، وحققت لى بأنكما لستما في الفصل سواء، وهى (أن الله تعالى خلق آدم من الماء) فاعترف لأخيه بالفضل والذكاء.
          

ليست هناك تعليقات:

Commentairesأضف تعليقك